"مخاوف من انهيارات في المسجد الأقصى

anfasse

أعربت دوائر فلسطينية مقدسية والعديد من مواطني حي وادي حلوة في بلدةسلوان المقدسية الواقعة مباشرة جنوب المسجد الأقصى المبارك عن مخاوف منوقوع انهيارات في الشارع الرئيسي في وادي حلوة.

التفاصيل

المعصراوي يحذّر من ضياع دولة التلاوة

anfasse

فجر شيخ عموم المقاريء المصرية الدكتور أحمد عيسي المعصراوي مفاجأة من العيار الثقيل إذ أكد أن دولة التلاوة في مصر مهددة بالانهيار وأنه رغم تزايد عدد حفظة القرآن الكريم في مصر إلا أن مستوي الأداء القرآني في تراجع وعدد المتقنين يقل بشكل ملفت

التفاصيل

المتشددون.. أضرّوا بالإسلام

anfasse

اختلط الحابل بالنابل واختلف الفقهاء وتضاربت فتاواهم فسالت الكثير من دماء المسلمين والأبرياء‏!!‏ تشدد المتشددون وغالوا في دينهم فتشوهت صورة الإسلام في كل مكان‏.‏ تناسيالجميع مقولة الإمام الشافعي رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتملالصواب‏..‏ وتمسك كل برأيه وجعل من فتواه المرجع والملاذ والمنقذ لعامةالمسلمين‏!!‏

التفاصيل

صور نادرة لحج موسم 1953

anfasse

صورة نادرهجدا مأخوذة من مجلة ناشينال جيوغرافي الامريكية والذي نشر في شهر يوليوعام 1953 م والصور التقطت بعدسة طالب مسلم اسمه عبدالغفور شيخ من اصلباكستاني والذي يعمل مع والده بجنوب افريقيا ارسله والده لدراسة ادارةالاعمال في جامعة هارفارد الامريكية.

التفاصيل

المتشددون‏..‏ أضروا بالإسلام‏!‏

اختلط الحابل بالنابل واختلف الفقهاء وتضاربت فتاواهم فسالت الكثير من دماء المسلمين والأبرياء‏!!‏
تشدد المتشددون وغالوا في دينهم فتشوهت صورة الإسلام في كل مكان‏.‏
تناسيالجميع مقولة الإمام الشافعي رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتملالصواب‏..‏ وتمسك كل برأيه وجعل من فتواه المرجع والملاذ والمنقذ لعامةالمسلمين‏!!‏
وما بين شيوع الجهل والخرافة تارة وامتطاء كل من هب ودبلحائط الدين تارة أخري و تنامي موجات المد الفكري الإسلامي المتطرف الذيأضر بصورة الإسلام وسماحة الدين في كل مكان يبرز نفر قليل من العلماءيرفعون الالتباس ويجتهدون بعلمهم ويكشفون عن عظمة الدين وسماحة الإسلامويؤكدون أن العلم بمقاصد الشريعة الإسلامية وأسرارها هو لباب الفقه فيالدين‏,‏ وأن من لم يقف عند ظواهر النص ولم يغص في حقائقها وأعماقهاويتعرف علي أهدافها وأسرارها لا يعد فقيها في الدين‏.‏
يتربع علي دكةالأفتاء في عالمنا الإسلامي الآن وأحد أبرز هؤلاء الفقهاء المعاصرينالعالم المجدد فقيه الوسطية الدكتور يوسف القرضاوي الذي كشف في أحدث وأعنفحوار له مع مجلة الأهرام العربي تناول فيه ظاهرة الجهل بالمقاصد والتيتعتبر الأساس الذي يتكئ عليه من يسئ للإسلام من داخل الحقل الإسلامي‏,‏والذي كشف خلالة عن أن المتطرفين قد أضروا بسماحة الدين الإسلامي الحنيف‏.‏
‏*‏ هل تري ضررا يعود علي الإسلام والدعوة إليه من الجامدين والمتشددين؟
إنهمبجمودهم وتشددهم‏-‏ بالرغم من إخلاص كثير منـــهم وتعبدهم‏-‏ يضرونبالدعوة إلي الإسلام وإلي تطبيق شريعته‏,‏ ضررا بليغا‏,‏ ويشوهون صورتهالمضيئة أمام مثقفي العصر‏,‏ وأمام العالم المتحضر‏,‏ كما يبدو ذلك واضحافي موقفهم من قضايا المرأة والأسرة‏,‏ وقضايا الثقافـــة والتربيةوالاقتصاد والسـياسة والإدارة‏,‏ وقضايا الحرية وحقوق الإنسان والحوار معالآخر‏,‏ وخصوصا العلاقات الدوليــة‏,‏ والعلاقة بغير المسلمين‏.‏
همفي قضية المرأة‏:‏ يدعون إلي منعها من العمل‏,‏ وإن كانت هــــي أوعائلتها في أمس الحاجة إليه‏,‏ ويريدون منها أن تظل حبيسة البيــــت‏,‏ويعممـون ما ورد في‏(‏ نساء النبي‏)‏ علي جميع نساء المسلمين‏,‏ مع أنالله تعالي قال‏:'‏ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء‏'‏ الأحزاب‏.32‏وهم لا يقبلون أن تشهد المرأة في الانتخابات‏,‏ ويكون لها صوت بالإيجاب أوبالسلب‏.‏ ناهيك عن أن ترشح لمجلس الشوري أو للنواب أو حتي للبلدية‏.‏وهميدعون إلي أن نأخذ من مواطنينا المسيحيين وأمثالهم‏:‏ الجزية باسمـــهاوعنوانها‏,‏ وأن لا نبدأهم بالسلام‏,‏ وإذا لقيناهم في الطريق ألجأناهمإلي أضيقه‏,‏ وأن نطبق عليهم ما ذكره الفقهاء حرفيا في العصور الماضية منأحكام أهل الذمة‏,‏ ومنها تمييزهم في الزي عن المسلمين‏.‏وهم يعترضون عليما ذكره الماوردي وغيره في أحكامه السلطانية‏,‏ من جواز تولي أهل الذمةوزارة التنفيذ‏.‏ بل هم ينكرون ترشيحهم للمجالس النيابية‏.‏وهم يرفضونتحديد مدة للولاية لرئيس الدولة‏,‏ ولا بد أن تكون لمدي الحـــياة‏,‏وينكرون علي من أجاز التحديد‏,‏ بأنه تقليد للكفار‏!‏ وهم يرفضون الاقتباسمن غيرنا‏,‏ معتبرين ذلك من‏(‏ الإحداث في الـدين‏)‏ وكل محدثة بدعة‏,‏وكل بدعة ضلالة‏,‏ وكل ضلالة في النار‏.‏
ومن هنا يعتبرون الديمقراطيةكلها‏(‏ منكرا‏)‏ تجب مقاومته‏,‏ وأخذ القرار بالأكثرية‏:(‏ بدعة غربية‏)‏مستوردة‏.‏وكذلك فكرة تكوين‏(‏ الأحزاب‏)‏ أو‏(‏ الجماعات‏)‏ كلها تدخل فيدائرة الحديث الصحيح المتفق عليه‏:'‏ من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهورد‏'‏ أي مردود عليه‏.‏ وهم يعنون بالشكل أكثر من عنايتهم بالجوهر‏,‏فأكبر همهم‏:‏ أن يطيل الرجل لحيته‏,‏ ويقصر ثوبه‏,‏ وأن تلبس المرأةالنقاب علي وجهها‏,‏ ويضخمون من هذه الآداب كأنها من أركان الإسلام‏.‏وهمفي العبادات يأخذون بالأحوط والأشد‏:‏ يمنعون أخذ القيمة في الزكاة‏,‏ويرفضون إدخال الحساب في الصوم‏,‏ لا في الإثبات ولا في النفي‏,‏ ويمنعونرمي الجمرات قبل الزوال‏,‏ ويوجبون المبيت في مني أيام التشريق رغم زحامالحجيج وضيق المكان‏.‏
‏*‏ هم يرفضون التجديد في الدين‏,‏ والاجتهاد في الفقه‏,‏ والابتكار في أساليب الدعوة‏,‏ كيف يرون الحياة إذن؟
يرونأن تبقي الحياة كما كانت في عصور السلف‏,‏ مظهرا ومخبرا‏..‏ إلي آخر تلكالمجموعة من الأفكار والمفاهيم التي يضيق المقام عن حصرها الآن‏,‏ ولاسيمافي باب السياسة الشرعية‏.‏ وقد رددنا علي مقولاتهم في كثير من كتبنا‏,‏وخصوصا كتابنا‏(‏ من فقه الدولة في الإسلام‏)‏ وكتابنا‏(‏ فتاوي معاصرة‏)‏بأجزائه المختلفة‏,‏ و كتبنا في ترشيد الصحوة الإسلاميـة‏,‏ وآخرهاكتابا‏(‏ الصحوة الإسلامية من المراهقة إلي الرشد‏)‏ و‏(‏وخطابنا الإسلاميفي عصر العولمة‏).‏
‏*‏ كيف تري خطأ هذه المدرسة‏,‏ وأنها لم تحسن الفــــهم عن الله ورسوله‏,‏ كما ينبغي أن يكون؟‏.‏
لقدتبنوا روح المذهب الظاهري‏,‏ وإن لم يتسموا باسمه‏,‏ أو يدعوا انتحاله‏,‏ولكنهم أخذوا منه الجمود علي ظواهر الألفاظ‏,‏ وإغفال الحكم والتعليلاتللنصوص‏.‏ ونسوا أن الأمة قد رفضت مذهب الظاهرية‏,‏ ولم يكن لهم أتباعكسائر المذاهب الأخري‏.‏ كما أنكر عليهم سائر علماء الأمة‏.‏
‏*‏ هل ظاهرية ابن حزم أوقعته في أخطاء كبيرة ؟
نعمفقداتفق جمهور الأمة علي تعليل أحكام الشريعة‏,‏ ووجوب رعاية المقاصد فيالفقه والفتوي والقضاء‏.‏ الحرفية في فهم النصوص وتفسيرها‏,‏ والتقيدبذلك‏,‏ دون النظر إلي ما يكمن وراء النص من علل ومقاصد‏,‏ يدركها الباحثالمتعمق‏.‏فإذا صح حديث يتوعد‏(‏ مسبل الإزار‏)‏ وأنه في النار‏,‏ وأنالله لا ينظر إليه يوم القيامة ولا يكلمه‏,‏ وله عذاب أليم لم يكلف أصحابهذه المدرسة أنفسهم‏:‏ أن يبحثوا في العلة من وراء هذا الوعيد الشديد‏..‏
‏*‏ وهل مجرد الإسبال يستحق كل هذا الوعيد؟ وهل يتفق مع منطق الدين كله؟
أويا تري هناك علة وراء هذا الوعيد الذي يخلع هوله القلوب؟ وهو‏(‏الخيلاء‏)‏ التي ذكرت صراحة في بعض الأحاديث؟ فينبغي أن يحمل المطلق عليالمقيد‏,‏ وبذلك يزول اللبس‏,‏ ويستقيم منطق الدين بعضه مع بعض‏.‏ فإنالدين يوجه أكبر العناية إلي معاصي القلوب‏,‏ وإن لم يغفل الآدابالظاهرة‏,‏ ولكنها لا تبلغ أن يأتي في تركها هذا الوعيد الهادر‏.‏ إنمايمكن أن يأتي في مثل الكبر والخيلاء‏.‏ والله لا يحب كل مختال فخور‏.‏ولكن هذه المدرسة لا تعني نفسها بمثل هذا البحث‏,‏ وتأخذ بحديث الإسبالعلي ظاهره‏,‏ وتشدد فيه كل التشديد‏,‏ ما دام ينذر بالنار‏,‏ وغضبالجبار‏.‏
‏*‏ لكن هذا جنوح إلي التشدد والتنطع والغلو‏,‏ هل هم يعرفون ذلك؟
هملا يسمونه بذلك‏,‏ بل تري ذلك هو الحق الذي اقتضاه الدليل‏!‏ولا ريب أن كلالغلاة والمتشددين في تاريخنا‏,‏ كانوا يرون أنفسهم علي صواب‏,‏ وأن الحقمعهم لا مع غيرهم‏.‏ حتي الخوارج الذين صحت الأحاديث في ذم وجهتهم‏,‏والتحذير منهم‏,‏ ومن غلوهم في الدين‏,‏ رغم مبالغتهم في التعبد الظاهريمن صلاة وصيام وتلاوة قرآن‏,‏ ولكنهم مع هذا يستحلون دماء المسلمين منغيرهم وأموالهم‏.(‏ يقتلون أهل الإسلام‏,‏ ويدعون أهل الأوثان‏)‏ هؤلاءيميلون أبدا إلي الرأي الأثقل‏,‏ والقول الأحوط‏,‏ ولا يرضون بالتيسيرمنهجا‏,‏ بل هم يذمون الميسرين من العلماء‏,‏ ويرمونهم بالتساهل فيالدين‏.‏ والتهاون بأحكام الشرع‏.‏وتراهم إذا كان في المسألة قولان‏:‏ لايأخذون إلا أشدهما وأثقلهما‏,‏ لا يكادون يعرفون ما في الدين من رخص‏,‏وما فيه من أحكام
الضرورات والحاجات التي تنزل منزلة الضرورات‏,‏ ولاالمخففات المعتبرة في الشرع من المرض والسفر واشتداد المشقة‏,‏ وعمومالبلوي‏.‏أقرب شيء إلي ألسنتهم وأقلامهم إذا سئلوا‏:‏ أن يقولوا‏:‏حرام‏.‏ مع أن السلف لم يكونوا يطلقون كلمة‏(‏ الحرام‏)‏ إلا علي ما علمتحريمه جزما‏.‏
‏*‏ يبدوالاعتداد بالرأي الذي يذهبون إليه‏,‏ إلي حد اعتباره هو الصواب المطلق‏,‏ وكل الآراء الأخري التي يقول بها غيرهم‏:‏ خطأ محض؟
إنهملا يؤمنون بالمقولة التي تنسب إلي الإمام الشافعي‏:‏ رأيي صواب يحتملالخطأ‏,‏ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب‏.‏ بل يقولون‏:‏ رأينا صواب لا يحتملالخطأ‏,‏ ورأي الآخرين خطأ لا يحتمل الصواب‏!‏ ولهذا يحاولون أن يلغواالآراء الأخري‏,‏ والمذاهب الأخري‏,‏ وأن يجمعوا الناس علي رأيهم وحده‏,‏لا شريك له‏!‏ولا غرو أن سموا‏(‏ مدرسة الرأي الواحد‏)‏ التي يكافح شيوخهاوطلابها‏:‏ أن يرفعوا الخلاف بين الناس‏,‏ ولا يسمحون لرأي آخر أن يبرز أويكون له من يؤمن به ويدعو إليه‏.‏وهذا ما جعل الثقات من العلماء يردونعليهم‏,‏ ويبينون لهم‏:‏ أن رفع الخلاف غير ممكن‏,‏ كما أنه غيرمفيد‏.‏ولقد وضحت في أكثر من كتاب لي‏:‏ أن الاختلاف وخصوصا في الفقهوالفروع‏,‏ ضرورة ورحمة وسعة‏,‏ وأقمت البينات علي ذلك الإنكار بشدة عليالمخالفين
‏*‏ كأنهم ينكرون وجود المخالفين لرأيهم أصلا؟
لقدتشددوافي الإنكار علي المخالفين لهم في الرأي والتوجه‏,‏ وهذا فرع أو ثمرةلشدة اعتدادهم برأيهم وأنه الصواب وحده‏:‏ جعلهم ينكرون‏,‏ بل يشتدون فينكيرهم علي من خالفهم‏.‏ مع إجماع علماء الأمة علي أنه لا إنكار فيالمسائل الخلافية الاجتهادية‏,‏ إذ الآراء متساوية في نسبتها إلي الصوابوالخطأ‏,‏ ما دامت صادرة عن غير معصوم‏.‏ قد يكون بعضها أرجح وأقرب إليالصواب من بعض‏.‏ ولكن تظل العصمة من الخطأ ممنوعة علي أي مجتهد‏.‏وكمرأينا من آراء كانت مرجحة أو مصححة في زمن ما‏,‏ أتي زمان فضعفهاالعلماء‏,‏ ورجحوا ما كان مرجوحا من قبل‏,‏ وصححوا غيرها مما كان ضعيفا‏.‏
وهمينكرون علي‏(‏ المدرسة الوسطية‏)‏ مقولتها الشهيرة‏:‏ نتعاون فيما اتفقناعليه‏,‏ ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه‏.‏فهم لا يعذرون من يخالفهم‏,‏ولا يقدرون وجهة نظره‏,‏ حتي إنهم ليرفضون الحوار معه‏.‏
‏*‏ إنهميبالغون ضد من يخالفونهم في الرأي‏,‏ بل إنهم في تجريحهم‏,‏ وإساءة الظنبهم‏,‏ وتبديعهم أو تفسيقهم‏,‏ إلي حد قد ينتهي بتكفيرهم؟
الأصل فيمخالفيهم من العلماء هو‏:‏ الاتهام‏,‏ وإذا كان الأصل في قوانين الناس‏:‏أن المتهم بريء حتي تثبت إدانته‏,‏ وهذا ما تقره شريعتنا‏,‏ فإن الأصلعندهم‏:‏ أن المتهم مدان حتي تثبت براءته‏.‏ وبراءته في أيديهم هم وليسبأيدي غيرهم‏.‏وقد صنف هؤلاء كتبا كبيرة مطبوعة طباعة فاخرة‏!‏ في تجريحعدد من المفكرين المسلمين الذين لا يتفقون معهم‏,‏ أوسعوهم ذما وجرحابالبدعة وبالفسق‏-‏ فسق التأويل‏-‏ وربما بالكفر‏,‏ من هؤلاء‏:‏ الشيخمحمد الغزالي رحمه الله‏,‏ والدكتور محمد عمارة‏,‏ والأستاذ فهمي هويدي‏,‏والفقير إليه تعالي‏.‏
‏*‏ إذا كنا نهتم بالآخر فإن هؤلاء الحرفيين لا يؤمنون بالآخر؟
إنهضعف الحس بالآخر‏,‏ بل ربما فقدانه بالكلية‏,‏ سواء كان هذا الآخر مخالفافي المذهب العقدي‏,‏ مثل‏:‏ الشيعة‏,‏ والإباضية‏,‏ أم مخالفا في الديننفسه‏,‏ مثل‏:‏ اليهود‏,‏ والنصاري‏.‏فهم يخطبون ويكتبون ويؤلفون‏,‏وكأنهم في العالم وحدهم‏,‏ ويرسلون كلامهم الذي يسيء إلي الآخرين إساءاتبالغة‏,‏ وكأنهم لا يشعرون‏,‏ وربما يشعرون ولكنهم غير مبالين بنتائجهالخطيرة‏.‏
‏*‏ لعلهم يكفرون إخواننا الشيعة؟
إنهم بالفعل يكفرونالشيعة‏,‏ والشيعة يعيشون بين ظهرانيهم‏,‏ أو قريبا منهم‏.‏ وهذا ينعكسأيضا علي أهل السنة الذين يعيشون بين ظهراني الشيعة‏.‏
‏*‏ مازال هؤلاء يدعون أدعية متوارثة بالموت لأولاد اليهود والنصاري؟
إنهميدعون علي اليهود والنصاري أن يهلكهم الله‏,‏ ولا يبقي منهم أحدا‏,‏ وأنييتم أطفالهم‏,‏ ويرمل نساءهم‏,‏ وربما كان في بلادهم أو بلاد جيرانهم منالمسلمين كثير من المسيحيين واليهود من أهل دار الإسلام‏,‏ يشاركونهمالمواطنة‏,‏ ولم يقاتلوهم في الدين ولم يخرجوهم من ديارهم‏,‏ أو يظاهرواأعداءهم علي إخراجهم‏,‏ وهؤلاء لم ينه الله تعالي عن برهم والإقساط إليهمفكيف يسوغ الدعاء عليهم بمثل هذه الدعوات‏,‏ التي لم نر مثلها في القرآنعلي ألسنة الأنبياء‏,‏ وصالحي المؤمنين‏,‏ ولا فيما جاء في أحاديث الرسولصلي الله عليه وسلم؟‏!‏
‏*‏ ما الأسس الفقهية التي يستندون عليها ويرتكزون في تفكيرهم في التعامل مع النصوص ؟
أولا‏:‏الأخذ بظواهر النصوص‏,‏ دون التأمل في معانيها وعللها ومقاصدها‏,‏ فماأفادته هذه الظواهر أخذوا به‏,‏ دون أن يكلفوا أنفسهم مشقة البحث في هذاالنص‏,‏ وما أخذ منه من حكم‏:‏ هل هو موافق لمقصود الشارع أولا؟ وهلللشارع مقصد منه أو لا ؟ وما هو ؟‏.‏ وقالوا لو كنا في عهد رسول الله صليالله عليه وسلم وسمعنا قوله‏:'‏ لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة‏'‏لكنا من الفريق الذي أخر الصلاة حتي وصلوا بني قريظة‏,‏ وإن أضاعوا الصلاةفي وقتها عملا بظاهر الأمر‏.‏
ويعيبون علي المعنيين بالمقاصد‏:‏ أنهميعرضون‏-‏ تحت ستار المقاصد‏-‏ عن نصوص القرآن والحديث عمدا‏,‏ وهي التيأوجب الله الاحتكام إليها‏,(‏ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي اللهورسوله أمرا أن يكون الله لهم الخيرة من أمرهم‏)‏ الأحزاب‏:36‏
‏*‏ كيف يتعاملون مع العقل في فهم النصوص إذن؟
إنهمينكرون‏(‏ تعليل الأحكام‏)‏ بعقول الناس واجتهادهم‏,‏ ولا يثقون بالعقلالإنساني في فهم النصوص‏,‏ ومحاولة التعرف علي مقاصدها وعللها‏,‏ وما وراءالأحكام من حكم قصدها العليم الحكيم‏,‏ وإن جهلها من جهلها‏.‏ فالعقلعندهم متهم‏,‏ ومن عول علي العقل من العلماء‏:‏ اتهموه بأنه منالمعتزلة‏,‏ أو غيرهم من الجهمية وأمثالهم‏.‏
‏*‏ كيف تقيمون هذا المسلك في التفكير من رفض تعليل الأحكام؟
نحنمعهم في إنكار التعليل للأحكام في دائرة‏(‏ العبادات‏)‏المحضة‏,‏ فإنالأصل فيها أن تؤخذ بالتسليم والانقياد‏,‏ وإن لم نعرف لها علة ولا حكمةمفصلة لمعني اختصت به وهو التعبد‏,‏ بخلاف العادات والمعاملات‏,‏ ومايتعلق بشئون الحياة‏,‏ فإن الأصل فيها هو معرفة المعاني والأسراروالمقاصد‏,‏ وهو ما نبه عليه الإمام الشاطبي‏,‏ ودلل عليه في موافقاته‏,‏وسنعرض له عند حديثنا عن المدرسة الوسطية‏.‏
كما نوافق هؤلاء في عدمالاعتماد المطلق علي العقل وحده‏,‏ دون الاستظهار بالشرع‏.‏ فإن العقل إذالم يستضئ بالشرع‏,‏ ضل السبيل وفقد الدليل‏..‏ والحكم الشرعي هو‏:‏ خطابالله تعالي المتعلق بأفعال المكلفين اقتضاء أو تخييرا‏.‏ ومعنيالاقتضاء‏:‏ الأمر أو النهي‏,‏ ومعني التخيير‏:‏ الإذن والإباحة‏.‏ وهذالا يعرف إلا بوحي الله سبحانه إلي رسوله المؤيد بالآيات البينات‏,‏ الدالةعلي صحة نبوته‏.‏ فمهمة العقل
هنا‏:‏ أن يفهم خطاب الشارع الذي جاء به وحي الله في الكتاب والسنة ويحسن الفهم عنه‏.‏ لا أن يعتبر نفسه منازعا للشارع‏.‏
‏*‏ إذن هم كارهون لمدرسة الرأي في الفقه وفهم النصوص؟
إنهميتهمون الرأي‏,‏ بل يدينونه‏,‏ ولا يرون استخدامه في فهم النصوصوتعليلها‏,‏ ويرون اتباع الرأي والتوسع فيه أمرا مبتدعا ومذموما‏,‏ وسمواالذين يستعملون الرأي‏:(‏ الأرأيتيين‏)‏ أي الذين يقولون دائما‏:‏ أرأيتلو كان الأمر كذا ماذا يكون الحكم ؟ وكان المحدثون وأهل الرواية‏-‏ بصفةعامة‏-‏ أقرب إلي اللفظية من الفقهاء وأهل الدراية‏,‏ إلا من اشتغل بالفقهمنهم مثل‏:‏ مالك والشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم‏,‏ ممن عرفوا باسم‏:‏فقهاء الحديث‏.‏
‏*‏ هل لنا أن نتين حكاية المدارس الفقهية في قضية الرأي؟
انقسمأهل الفقه بعد عصر الصحابة إلي مدرستين‏:‏ مدرسة أهل الحديث والأثر‏.‏ومدرسة أهل الرأي والقياس‏.‏ وكان معظم أهل الأثر في الحجاز‏,‏ ومعظم أهلالرأي في العراق‏.‏ ثم اقتربت المدرستان بعضهما من بعض‏,‏ حين حاول أصحابأبي حنيفة الذين يمثلون مدرسة‏(‏ الرأي‏)‏ الاستفادة من مدرسة الأثر‏,‏كما فعل أبو يوسف‏,‏ ومحمد صاحبا أبي حنيفة في الاستفادة من مالك وعلم أهلالمدينة‏.‏ كما حاولت مدرسة الأثر أن تستفيد من مدرسة الرأي‏,‏ كما استفادالشافعي من كتب‏:‏ محمد بن الحسن‏.‏ وقال ابن المبارك وغيره من أئمةالحديث‏:‏ الناس في الفقه عيال علي أبي حنيفة‏!‏ولكن ظل هناك متعصبونلمدرسة الأثر هاجموا الإمام أبا حنيفة هجوما عنيفا‏,‏ نراه في مثل‏:‏ كتابالسنة لعبد الله بن الإمام أحمد‏.‏ وفيما رواه الخطيب في ترجمة أبي حنيفةفي تاريخ بغداد‏,‏ من أقاويل أهل الحديث وتجريحهم لإمام أهل الرأي‏.‏وأبوحنيفة ليس إلا وارثا لعلم مدرسة الكوفة الفقهية التي أسسها الصحابيالجليل‏:‏ عبد الله ابن مسعود‏.‏ فكان تبعا لأئمة أهل بلده‏,‏ ولم يكنمبتدعا‏.‏
‏*‏ هل يمكن القول بأن هؤلاء الحرفيين مؤصلون في العصر الحاضر للتشدد؟
إنالمدرسة الحرفية تنهج‏-‏ بصفة عامة‏-‏ نهج التشدد في الأحكام‏,‏ وتميل إليشدائد ابن عمر‏,‏ أكثر من ميلها إلي رخص ابن عباس‏,‏ وإذا وجد قولانمتكافآن أو متقاربان‏,‏ أحدها أحوط والآخر أيسر‏,‏ فإنها تميل دائما إليالأخذ بالأحوط‏,‏ مع أن رسول الله صلي الله عليه وسلم‏'‏ ما خير بين أمرينإلا أخذ أيسرهما‏,‏ ما لم يكن إثما‏'.‏ مع أن جمهور الناس يحتاجون إليالتيسير‏.‏كما أنها لا تعترف بما حدث من تطور في العالم‏,‏ تغير معه كلشيء عما كان في عهد فقهائنا القدامي‏,‏ وخصوصا في هذا العصر‏:‏ عصرالثورات العلمية الهائلة‏:‏ التكنولوجية‏,‏ والبيولوجية‏,‏والإلكترونية‏,‏ والنووية‏,‏ والفضائية‏,‏ والاتصالات‏,‏ والمعلومات‏....‏الخ‏.‏ ولهذا لا تراعي تغير الزمان والمكان والأعراف والأحوال التي ذكرالمحققون من العلماء‏:‏ أنها توجب تغير الفتوي بتغيرها‏,‏ ولا ينظرونكثيرا إلي المخففات التي توجب التيسير علي الناس‏,‏ مثل الضرورات‏,‏والحاجيات التي تنزل منزلة الضرورات‏,‏ وما عمت به البلوي‏,‏ متناسينالقواعد التي قررها العلماء من قديم‏,‏ مثل‏:‏ إذا ضاق الأمر اتسع‏,‏والمشقة تجلب التيسير‏.‏ ومما ذكروه عن عمر أنه كان يقول‏:‏ أصحاب الرأيأعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها‏,‏ وتفلتت منهم أن يعوها‏,‏واستحيوا حين سئلوا‏:‏ أن يقولوا‏:‏ لا نعلم‏,‏ فعارضوا السنن برأيهم‏,‏فإياكم وإياهم‏.‏ وفي رواية‏:‏ فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا‏.‏ قال ابنالقيم‏:‏ إسناده في غاية الصحة‏.‏ وهذا فيمن يعارضون السنن بآرائهم‏,‏ لافيمن يستنبطون منها الأحكام بآرائهم‏,‏ بناء علي تبين عللها ومقاصدهالعقولهم‏,‏ فهذا هو الفقه في الدين عن الله ورسوله‏.‏ واستندوا أيضا إليتحذير ابن مسعود فيما رواه البخاري عنه أنه قال‏:‏ فقهاؤكم يذهبون ثم لاتجدون منهم خلفا ويجيء قوم يقيسون الأمور برأيهم وهذا أيضا فيمن يستخدمونالرأي دون اعتماد علي أصل من كتاب أو سنة‏,‏ أو قياس عليهما‏,‏ أو نظر إليمقاصدها‏.‏ وقد كان ابن مسعود هو المؤسس الأول لهذه المدرسة التي عرفتبمدرسة الرأي في الكوفة‏.‏ فنسبها إلي صحابة رسول الله‏:‏ نسب موصول‏.‏


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
 
 

إحصائيات الزوار

Free counters!

ترتيب الموقع

لمراسلة مدير الموقع

Email me