![]() |
| الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن |
لقد بحثت في القران الكريم عن الحوار والألفاظ ذات الصلة به فوقفت منها على ثلاثة وهي :
الجدل والمحاجة والمراء ولذا فسأقتصر – بإذن الله تعالى- على تعريف المصطلحات الأربعة مع بيان العلاقة بينها فيما يلي :
أولا ً_ تعريف الحوار :
الحوار لغة : مصدر حاور يحاور حواراً أي رجع ، يقال حار بعدما كار، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من النقصان بعد الزيادة ، وحاوره محاورة راجعه الكلام , وتحاور القوم تحاورا تجابوا وتراجعوا الكلام ، والمحاورة مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة
والتحاور هو مراجعة الكلام قال عنترة في فرسه :
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ... ولكان لو علم الكلام مكلمي
والحور التردد إما بالذات وإما بالفكر، ومنه قوله تعالى ﴿ انه ظن أن لن يحور ﴾ أي لن يبعث ، وحار الماء في الغدير تردد فيه .
ومما تقدم يمكن تعريف الحوار بأنه : مراجعة الكلام بين طرفين في موضوع محدد لغاية .
ثانيا _ تعرف الجدل :
الجدل لغة : مصدر جدل أي فتل ، والجدل شدة الفتل وجدلت الحبل أجدله جدلا إذا شددت فتله
والجدل اللدد في الخصومة والقدرة عليه ، وتجادل القوم تعادلوا وتخاصموا وتضاغنوا ،
وجادل ناقش بالحجج والأدلة ، والجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة .
والجدل عنف الخصومة في المناقشة ، وأكثر ما يستعمل في صراع الآراء و الأفكار، حيث يحاول كل مجادل أن يفرض رأيه ويناضل عنه في صلابة .
ومما تقدم يمكن تعريف الجدل بأنه : المفاوضة بين طرفين على سبيل المنازعة والمغالبة مع شدة الخصومة .
ثالثا _ تعر ف المحاجة :
المحاجة لغة : مصدر حاج يحاجه حجة وحجاجا نازعه الحجة ، والتحاج التخاصم وحجه يحجه حجا غلبة على حجته في الحديث ( فحج آدم موسى ) أي غلبه بالحجة .
ومما تقدم يمكن تعريف المحاجة بأنها : التخاصم بين طرفين والتنازع بينهما بقصد الغلبة لأحدهما بالحجة .
رابعاً _ المراء :
المراء لغة : مصدر مارى مراءً ومماراة ناظره وجادله ، وماريت الرجل أماريه مراءً إذا جادلته وعلى ذلك يمكن تعريف المراء بأنه : المجادلة بين طرفين لمن جحد أحدهما حق الآخر .
خامساً _ العلاقة بين الحوار والجدل والمحاجة و المراء :
بعد الوقوف على تعريف كل من الحوار والجدل والمحاجة والمراء يتضح لنا ما يلي :
1- أن المصطلحات الأربعة جميعها لابد لها من طرفين يدور بينهما الحوار أو الجدل أو المحاجة أو المراء.
2- أن أربعتها فيها مراجعة بين الطرفين .
3- أن مراجعة الكلام بين الطرفين إن كانت على سبيل المنازعة مع شدة الخصومة كان جدلا،وان كانت بقصد الغلبة لأحدهما بالحجة كان محاجة ، وان كانت يجحد حق مقابله كانت مراءً ، وان كانت خالية مما تقدم كان حوارا ، ومن هنا كان الحوار أعم من الجدل والمحاجة والمراء .
4-أن الحوار إذا خلا من شدة الخصومة وقصد الغلبة وإنما لإظهار الحق كان هادئا الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق الغاية المنشودة من وراء الحوار غالبا .
5-أن الجدال إذا خلا من شدة الخصومة وقصد الغلبة كان حوارا وكذلك المراء ، وهذا هو الجدل بالحسنى الذي هو منهج الرسل عليهم السلام ومن على شاكلتهم من الدعاة وأهل العلم والمفكرين و المصلحين .








3 التعليقات:
بارك الله سيدنا الشيخ واطال الله في عمره
اللهم بارك فيه طرح رائع
فيه مشكله في الاشتراك في الرسائل
إرسال تعليق