يقول الإمام جعفر الصادق في وصية لابنه موسى الكاظم رضي الله عنهما : «يا بني! من قنع بما قُسم له استغنى، ومن مدَّ عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرًا، ومن لم يرضَ بما قُسم له اتهم اللهَ في قضائه، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته، ومن سلَّ سيف البغي قُتل به، ومن احتفر بئرًا لأخيه أوقعه الله فيه، ومن داخل السفهاء حُقِّر، ومن خالط العلماء وُقّر، ومن دخل مداخل السوء اتُّهم. يا بني! إياك أن تزري بالرجال فيزري بك، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك. يا بني! قلِ الحق لك وعليك تُسْتَشْأَنْ (1) من بين أقربائك. كن للقرآن تاليًا، وللإسلام فاشيًا، وللمعروف آمرًا، وعن المنكر ناهيًا، ولمن قطعك واصلاً، ومن سكت عنك مبتدئًا، ولمن سألك معطيًا. يا بني! وإياك والنميمة؛ فإنها تزرع الشحناء في القلوب، وإياك والتعرض لعيوب الناس، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف. إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن، وللمعادن أصولاً، وللأصول فروعًا، وللفروع ثمرًا، ولا يطيب ثمر إلا بفرع، ولا فرع إلا بأصل، ولا أصل إلا بمعدن طيب. زُرِ الأخيار ولا تزرِ الفجار؛ فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها»(2). [1] تُسْتَشْأَنْ: أي يكن لك شأن.
[2] السير (6/263).







0 التعليقات:
إرسال تعليق