يسأل أحد الإخوة الأفاضل عن حكم قراءة القرآن على المقابر وتوزيع الصدقات على روح الموتى عند القبر خصوصا في المواسم والأعياد ؟يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ الدكتور محمد ابراهيم الحفناوي أستاذ ورئيس قسم أصول الفقه بجامعة الأزهر الشريف ووكيل كلية الشريعة والقانون بطنطا سابقا .
الجواب :
اختلف الفقهاء في القراءة عند القبر على ثلاثة أقوال :
القول الأول : إن القراءة عند القبر مكروهة لأنها أمر محدث . وهذا قول أبي حنيفة , ومالك وأحمد في رواية .
القول الثاني : لا بأس بالقراءة عند القبر وهذا قول محمد بن الحسن الشيباني وقد ذكر الإمام النووي أن الشافعية يرون استحباب قراءة القرآن عند القبر .
القول الثالث : لا بأس بقراءة القرآن عند الدفن وتكره بعده .
والذي أراه أنه لا مانع من قراءة القرآن عند القبر في أي وقت لعدم وجود دليل شرعي يمنع هذا , وقد روي أن ابن عمر رضي الله عنهما أوصى أن يقرأ على قبره وقت الدفن بفواتيح سورة البقرة , وخواتمها .
كما روي أن الأنصار كانوا إذا مات لهم ميت يقرؤون عليه القرآن .
ويرى ابن تيمية وصول قراءة أهل الميت , وتسبيحهم , وتكبيرهم وسائر ذكرهم لله تعالى , إذا أهدوه إلى الميت ( الفتاوى 324/24).
وقال " فالقراءة عند الدفن مأثورة في الجملة , وأما بعد ذلك فلم ينقل فيه أثر " ( الفتاوى 298/24) .
أما الصدقة على روح الميت فهي مستحبة بالإجماع لم يخالف فيها أحد .
وأما زيارة الموتى في المواسم والأعياد فهي عادة ليست إسلامية وينبغي على المسلمين أن يتركوها .
والزيارة المشروعة هي أن يزور الشخص قريبه الميت في أي وقت خصوصا من عصر يوم الخميس إلى طلوع شمس يوم السبت وذلك كما يرى الشافعية والمالكية في قول راجح عندهم .
ويسلم الميت على الزائر ويدعو له .
المصدر : كتاب شيخنا وأستاذنا الدكتور محمد ابراهيم الحفناوي فتاوى شرعية معاصرة ص 600 ما بعدها .







0 التعليقات:
إرسال تعليق