![]() |
| الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن |
وواجب على أهل العلم أن يصححوا هذه المفاهيم الخاطئة وأن يذكروا المسلمين بأدنى حقوق الأخوة في الإسلام وبيان حكم الشرع في هذه النصرة وهذا ما سنحاول توضيحه بإذن الله تعالى فيما يلي :
- عصيانه لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتحقيق الأخوة بين المسلمين بما فيها نصرتهم .
- خذلانه لأخيه المسلم وهو منهي عنه ومحظور عليه ففي الحديث : " المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله – لا يترك نصرته - كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه التقوى هاهنا بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم " (أخرجه الترمذي وقال حديث حسن ونحوه عند مسلم ), وفي حديث آخر : " ما من امريء مسلم ينصر امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصره , وما من امريء خذل مسلما في موطن ينتهك فيه حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته " (أخرجه المنذري وحسنه وكذا ابن حجر رحمهما الله تعالى ).
- تسليم أخيه المسلم لعدوه وتركه له لينفرد به دون خوف أو اعتبار لكثرة المسلمين لأنهم غثاء كغثاء السيل فقلة من اليهود دنست الأقصى وقتلت المسلمين وأذاقتهم ألوانا من الذل والهوان على مرأى ومسمع من العالم كله عامة والإسلايم خاصة ومع ذلك فلم نستطع أن نحمي إخواننا منهم وكأننا شاركنا في تسليمهم إليهم وهذا ما نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه – أي إلى عدوه – من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة "( متفق عليه ) .
- أن انتمائه إلى أمة الإسلام والمسلمين انتماء شكلي وصوري وليس حقيقيا لأن الانتماء الحقيقي هو تفعيل هذه الأخوة تفعيلا عمليا يجعل الأمة جسدا واحدا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " . ( أخرجه مسلم )وفي نفس الوقت يكون سالكا دربا يجعله غير جدير بشرف الأخوة الإسلامية .ولا يفوتنا أن ننوه أن التارك لأي حق من حقوق أخيه المسلم سيتعرض للمساءلة عن ذلك من رب العزة جل وعلا فقد ورد في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟!، يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب! وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " ( أخرجه مسلم ) .هذا الحديث القدسي تضمن ثلاث صور للتقصير في حق المسلم كانت محلا للعتاب الإلهي ويقاس عليها عدم نصرتهم ومساعدتهم بل إنها في هذه الحالة أولى بالعتاب مما تقدم .كيف نؤدي هذا الواجب الشرعي نحو إخواننا في فلسطين .
حدد النبي صلى الله عليه وسلم كيف نؤدي هذا الواجب في هذا الحديث الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : " جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم " (أخرجه أبو داود بإسناد صحيح ) وقال صلى الله عليه وسلم : " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا " (متفق عليه) .وقال صلى الله عليه وسلم : " من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف" (أخرجه الترمذي وقال حديث حسن) .وبعد كل ما تقدم فاليوم يستطيع المسلمون أن ينصروا إخوانهم المستضغفين في فلسطين بالجهاد معهم ضد هذا العدو بالمال واللسان ويدخل فيه القلم وكل وسائل الإعلام لأن دور الإعلام الإسلامي والعربي نحو هذه القضية لا يتناسب مع الحدث ولا مع الدور الذي يقوم به إعلام عدونا الإسرائيلي .
نحقق لهم النصرة أيضا بكل شكل من أشكال المساعدة والتأييد ونحقق النصرة لهم أيضا بالدعاء الجماعي والفردي وذلك أضعف الإيمان ولم ولن يعفى منه مسلم أو مسلمة لأنه في مقدور الجميع .
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم انصر إخواننا في فلسطين اللهم خلص الأقصى من الغاصبين ورد كيد اليهود الحاقدين واغفر اللهم لنا تقصيرنا في حق إخواننا في فلسطين سبحان رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
ألا هل بلغت اللهم فاشهد . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .الشيخ الدكتور إسماعيل عبد الرحمنأستاذ أصول الفقه المشاركبجامعتي الأزهر الشريف والملك سعود








0 التعليقات:
إرسال تعليق