أماأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فتؤكد فى تقديرات الموقف التى تصدرهاسنويا أن الخطر الحقيقى الذى يحدق بـ«إسرائيل» هو خطر الجماعات الإسلاميةالتى تسعى للسيطرة على الحكم، ومن هنا ترصد هذه الأجهزة ميزانيات ضخمةلتمويل معاهد الأبحاث العربية فى «إسرائيل» التى تخصصت فى ترجمة معانىالقرآن، وكتب التفاسير الإسلامية.
وفىهذا السياق أعد المستشرقون اليهود أربع ترجمات كاملة لمعانى القرآن،وترجموا أمهات الكتب الإسلامية مثل: تفسيرى الطبرى وابن كثير، وسيرة ابنهشام، ومؤلفات الغزالى وابن رشد، وغيرها. لكن المثير أن الترجمات العبريةلمعانى القرآن جاءت محرفة، على الرغم من ادعاءات المستشرقين اليهود أن«العبرية» هى أكثر اللغات قدرة على نقل معانى القرآن، لأنها «أخت سامية»للغة العربية، وأنهم التزموا الموضوعية والأمانة فى النقل.
ويبدأالتحريف المتعمد من «فاتحة الكتاب»، ففى ترجمة الحاخام «أفراهام بر حسداى»لسورة الفاتحة، يقول فيها: (الإله الواحد، الأب الرحمن، ملك يوم الدين،إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين عطفت عليهم،لا الذين غضبت عليهم إنهم المحتارون).
ونلاحظعند النظر لهذه الترجمة أن المترجم بدأ بالآية الثانية من سورة الفاتحةمباشرة، ولم يلتزم بالنص القرآنى بل تعمد الإضافة إليه والحذف منه، فعلىسبيل المثال نجده فى الآية الأولى لديه وهى مقابل قوله تعالى «الرحمنالرحيم» يضيف كلمات الإله- الواحد- الأب، وهى لم ترد فى الأصل. وأرادالمترجم هنا جذب انتباه القارئ اليهودى نحو العقيدة المسيحية، والادعاء أنالإسلام والمسيحية يصفان الله تعالى بأنه (الأب)، وذلك لإثارة الشعوربمزيد من العداء تجاه الإسلام والقرآن، استنادا للعداء اليهودى القديمللمسيحية بوصفها خروجا على اليهودية الأم.
ويستخدمالمترجم ألفاظا عبرية لا تفى بالمعنى العربى، فيستخدم لفظة «الإله» محلاسم الجلالة «الله» فى الوقت الذى استقرت فيه «أدبيات علم الترجمة» على أناسم الذات لا يترجم.
وأمامقابل «غير المغضوب عليهم» فجاء (الذين غضبت عليهم) وهو ما يأخذه الباحثد. عامر الزناتى المتخصص فى دراسة ترجمات القرآن إلى العبرية، على المترجملأنه: «نسب الغضب لله بضمير المخاطب، وفيها إساءة أدب مع الله تعالى، خاصةأن الأصل كان صيغة مفعول به دون ذكر الفاعل». وهذا الخطأ يتكرر فى جميعالترجمات العبرية التى تصدت لترجمة سورة الفاتحة، ومرجع هذا الخطأ، فىرأينا، هو تناقض السياق الثقافى بين اللغتين، فالعهد القديم مثلا لا يجدغضاضة فى نسبة مشاعر بشرية كالغضب، والحزن والندم للرب، وتمر هذه الآياتمرور الكرام على أنها صفات تدخل تحت بند المجاز، أما السياق الإسلامى فيقفعندها، ويعتبرها تنتقص من حالة القداسة والتنزيه الإلهى. لكن هذا لا يعدعذرا للمترجم، خاصة أن المستشرق اليهودى «يوسف ريفيلين» عندما قدم ترجمتهالكاملة لمعانى القرآن الكريم إلى العبرية عام ١٩٧١ انتبه لذلك، وصححترجمة آية (المغضوب عليهم)، مدركا لمغزى الآية، وسياقها الإسلامى.
نموذجثان مهم لكتابات المستشرقين المتضمنة لترجمة بعض آيات القرآن، نجده فىمقال «مدخل لدراسة القرآن»، تأليف زهافا كيستر حيث تترجم معانى سورة الضحىكاملة، ولكن الآية (٧) عند قوله تعالى: «ووجدك ضالا فهدى» تترجمها علىالنحو التالى: (وجدك ضالا «كنت تعبد الأصنام» فهداك إلى الصراط المستقيم).
وأخطرما فى هذه الترجمة هو الإشارة التفسيرية بين الهلالين، والتى تعبر عن فهمالمترجمة الخاطئ لمعنى (ضالا). فهى تعتقد أنه يعنى «عابدا للأصنام». ذلكعلى الرغم من أن المفسرين المسلمين أشاروا إلى العديد من المعانى حول كلمة«ضالا» هنا، منها: أنها تعنى غافلا عن أمر النبوة، أو أنها تعنى لا تدرىالقرآن والشرائع، أو أنها تعنى، وجدك فى قوم ضلال فهداهم بك، أو وجدكناسيا شأن الاستثناء حين سألت عن أهل الكهف، وعن «ذى القرنين»، لكنهمأكدوا وأجمعوا على أنه لا يظن أن المراد به هنا الشرك. يقول الزمخشرى: «إنالأنبياء معصومون قبل النبوة، وبعدها عن الكبائر والصغائر، فما بال شبهةالكفر والجهل بالخالق».
ومماسبق يتضح أن عدم الإلمام بما جاء فى الأحاديث النبوية والقدسية، وكتبالتفاسير والسيرة، وعدم التمكن من اللغة العربية يعدان سببا فى قصورالترجمة وعدم دقتها.
أحيانايكون الموقف العدائى تجاه الإسلام سببا لتحريف القرآن بالعبرية، ويظهر ذلكبوضوح فى أول ترجمة عبرية كاملة للقرآن، وضعها المستشرق اليهودى حييمركندورف. وصدرت بعنوان (القرآن، نقل من اللغة العربية إلى العبرية، معالتفسير). وبدأت بمقدمة فى ٤٧ صفحة، قسمها المترجم إلى ثمانية أقسام علىالنحو التالى: ١- بلاد العرب وسكانها قبل البعثة النبوية. ٢- حياة محمد.٣-القرآن (الكريم). ٤- ماذا أخذ محمد من عقيدة وكتب اليهود؟ ٥- ماذا أخذمحمد من عقيدة النصارى؟ ٦- ماذا أخذ محمد من المشركين؟ ٧- السنة، أوالشريعة الشفهية للعرب. ٨- أهم الفرق فى دين محمد.
ولهذهالمقدمة أهمية هائلة فى توضيح التوجهات العدائية التى سيطرت علىالمستشرقين اليهود عند ترجمة القرآن الكريم، والتى أثرت بالضرورة على جودةالترجمة، وسنستفيد فى الجزء الخاص بمقدمة «حييم ركندورف» ببعض ما جاء فىالدراسة المهمة التى قام بها الباحث المتميز د. عامر الزناتى، ولم تلتفتأى منظمة إسلامية لطبعها ونشرها على نطاق واسع برغم أهميتها الفائقة فىهذا المجال.
يستهل ركندورفالمقدمة بنبذة تاريخية عن الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، ثم يعرضلحياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من وجهة نظر يهودية، فيزعم أن الرسولرحل مع عمه للتجارة فى الشام والنقب، وهناك استقى محمد (صلى الله عليهوسلم) الكثير من المعارف والشرائع الخاصة بأهل هذه البلاد، وأشبع نفسهالمتعطشة لمزيد من العلم والمعرفة، ثم استقى كثيراً من معارفه من «ورقة بننوفل» ابن عم زوجته خديجة رضى الله عنها- والذى كان عالما بكتب اليهودوالنصارى.
ويزعم ركندورف أنسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) عزف عن اليهودية، بسبب كثرة شرائعها، كمااستهجن كثرة الفرق فى النصرانية، ومن ثم جعل همه وضع الأساس لدين جديد.وما إن سمع بدين إبراهيم (عليه السلام)، حتى تبنى هذا الاتجاه رافعا لواءعقيدة إبراهيم وديانته، ثم أدخل على دينه بعضا من شرائع وعقائد اليهودوالنصارى!!
وكل هذا كلامتقليدى يردده المستشرقون، لكن ركندورف يزعم أن الوحى «محض خيال من الرسول(صلى الله عليه وسلم)، نتيجة كثرة تأملاته، وتفكيره، وإصابته (باضطرابنفسى)، بل إنه (جن) فتخيل أن جبريل (عليه السلام) يحادثه ويوحى لهبنبوءاته». ولا تتوقف وقاحات ركندورف عند هذا الحد بل يدعى أن «محمد ظلمعتكفا فى الغار لمدة ستة أعوام متصلة إلى أن وضع «تصوراً علمياً» لدينهالجديد، فغادر الغار ليكشف أمره لأهله».
وقاحاتوسفالات ركندورف تفوق التصور، وتثير الغثيان. لكن كان لابد من بعضها لتكشفللقارئ عن طبيعة ترجمته للقرآن الكريم من ناحية، وهدف الباحثين اليهود منوراء هذه الترجمات من ناحية أخرى. فالهدف هو الادعاء أن «الإسلام بدعةيهودية». وفى هذا السياق تحديدا يزعم ركندورف أن محمدا لم يقرأ أبدا أسفارالعهد القديم، لكنه علم بمحتواها شفهيا عن طريق السماع. لذلك جعل يعقوبابنا لإبراهيم (عليهما السلام)، كما جعل هامان مستشارا لفرعون، ووحد «مريمالمجدلية، ومريم أم المسيح فى شخصية واحدة».
ونكتفىبهذا القدر من مقدمة ركندورف الضخمة، لأن موقفه العدائى جعله يكيل السبابغير المحتمل للإسلام والقرآن والنبى (صلى الله عليه وسلم)، رغم ادعائهالموضوعية العملية، ونشير فقط إلى رأيه المريض فى موضوعات ولغة القرآن:«أما عن موضوع القرآن فإنه متدنٍ لدرجة لا يدانى فيها توراتنا المقدسة،ويكفى أن تطالع صياغة قصة يوسف فى القرآن، وصياغتها فى التوراة لنعرفالفرق بين الفضة والذهب.
أماعن بلاغة القرآن فهى أحيانا ما تكون جميلة وسامية، ولكنها فى الغالب وضيعةمثيرة للازدراء، مليئة بالأباطيل والأكاذيب التى تتكرر مئات المرات، حتىيمل منها السامع، ويصدق عليها المثل القائل: (مثلما يعود الكلب إلى قيئه)،فكذلك الأحمق يغط فى حمقه (...) عزيزى القارئ لولا أن القرآن يحتوى علىأسس ديانة منتشرة بشكل كبير فى العالم اليوم، فإنه من حيث موضوعه غير جديربرؤيته، فكيف بقراءته».
هذهالرؤية العدائية جعلت المترجم يقع فى أخطاء فادحة، ويقع فى تناقضات تنم عنجهله بالموضوع الذى تصدى له، فهو يقرر فى البداية حقيقة قلة معلوماتالأوربيين عن الشرق عامة، وعن الجزيرة العربية وأحوالها بشكل خاص. ويتخذمن هذه الحقيقة تكأة ليدعى أن محمدا (صلى الله عليه وسلم) قد سافر مع عمهأكثر من مرة إلى الشام، وأنه تعلم من أهلها عقائدهم، وشرائعهم، ذلك بالرغممن أن كتب السيرة تؤكد أن الرسول لم يذهب إلى الشام مع عمه «أبى طالب» سوىمرة واحدة فى حياته، وأنه كان صغيرا فى السن لا يدرك من أمر الدين والدنياشيئا، بل تذكر هذه المصادر أن عمه لم يكمل به رحلته، بل عاد سريعا إلى مكةبعدما سمع من «بحيرا» الراهب ما سيكون له شأن هذا الغلام فيما بعد، وخافعليه وعلى حياته من اليهود وأتباعهم!!
وبينمايذكر المترجم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) استهجن كلا من عقيدة اليهودوالنصارى، إلا أنه يعود ويدعى أن الرسول قد أخذ بعضا مما فى العقيدتين.ويؤكد بين الحين والآخر أن الرسول استقى مادته من الأديان السابقة، دون أنيقدم دليلا واحدا على هذا الادعاء، مع العلم بأن أهل مكة ويهود الجزيرةالعربية المتربصين لو علموا مثل هذا الأمر عن الرسول لحاجوه به، ولدحضوانبوءته بهذا الزعم، وهم الذين كانوا يتشبثون بأقل الحجج والذرائع. والواقعأن القرآن فى غير حاجة للدفاع عنه.. ولكن نحن فى حاجة لنقف على تحريفالترجمات العبرية للقرآن الكريم.
بعدهذه الترجمة بنحو تسعة وسبعين عاما، صدرت الترجمة الثانية الكاملة لمعانىالقرآن الكريم إلى اللغة العبرية، وذلك فى فلسطين عام ١٩٣٦، وقد قام بهاالمستشرق اليهودى «يوسف يوئيل ريفلين»- والد رئيس الكنيست الحالى روبىريفلين، وهى بعنوان «القرآن- ترجمة من العربية». وكما هو واضح من عنوانهافقد تمت عن الأصل العربى مباشرة. وقد صدرت طبعتها الثانية عام ١٩٦٣، ثم فىعامى ١٩٧٢، ١٩٨٧ صدرت الطبعتان الثالثة والرابعة.
ويوسفيوئيل ريفلين يهودى ولد فى القدس عام ١٨٩٠، وتوفى بها سنة ١٩٧١ وهومستشرق، ومعلم للغة العربية، عمل بالتدريس فى فلسطين ودمشق، وحصل على درجةالدكتوراه فى الأدب العربى والعلوم الإسلامية عام ١٩٢٥ من جامعةفرانكفورت. ثم انتقل للعمل بالجامعة العبرية بمعهد أبحاث الشرق. وترجم إلىالعبرية عددا من عيون الأدب العربى، كما ترجم سيرة ابن هشام، وصدرتبالعبرية فى جزءين بعنوان «حياة محمد». وترجم «ألف ليلة وليلة» إلىالعبرية وصدرت فى عشرين جزءا، وترجم كتاب «محاضرات عن الإسلام» للمستشرقالمجرى «جولدتسيهر».
وترجمةريفيلين لمعانى القرآن الكريم تبدأ بمقدمة قصيرة مكونة من ست صفحات، يتحدثالمترجم خلالها عن أهمية القرآن الكريم، ومكانته السامية بين المسلمين،مادحا أسلوبه ومضمونه، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب يذكره بالأسلوب السامىالقديم.
ومقدمة ريفلين لمتتضمن حديثا عن الإسلام أو القرآن، أو هجوما عليهما، بل اكتفى بذكر الظروفالتى مر بها أثناء الترجمة التى تطلبت منه العمل عليها لمدة عشرين عامامتصلة. وساعده على إنجازها الشاعر العبرى الأشهر حييم نحمان بياليك، الذىتدخل فى النص كثيرا ليضفى عليه الطابع الشعرى!! ثم ينتقل ريفلين بعد ذلكللحديث عن أسلوب الترجمة، وأن اختيار الأسلوب الملائم للقرآن الكريم كانيمثل مشكلة أمامه، حيث تحير ما بين أسلوب لغة العهد القديم، وأسلوبالتلمود، وأسلوب كتابات العصر الوسيط.
وقدحملت هذه الترجمة روحا جديدة فى تعاملها مع نص القرآن، روحا تختلف عن روحركندورف، وغيره من المترجمين، وإن امتلأت بالأخطاء فى اختيار الألفاظالدقيقة لترجمة ألفاظ القرآن، والتحيز لليهود فى الآيات الواردة عنهم.
وبعدهذه الترجمة بنحو ستة وثلاثين عاما صدرت ترجمة جديدة لمعانى القرآنالكريم، قام بها المستشرق «الإسرائيلى» أهارون بن شيمش، عام ١٩٧١، بعنوان:«القرآن المقدس- أهم كتب الإسلام- ترجمة عن العربية»، وجاءت فى ٤٤٢ صفحة.
وقدصدر أهارون بن شيمش ترجمته بأربع آيات من القرآن الكريم..اختارها بعنايةلغرض فى نفس يعقوب، وهو التأكيد على أسبقية التوراة على القرآن، وسبق موسىعليه السلام، على محمد (صلى الله عليه وسلم)، مع التأكيد على علو مكانةموسى عليه السلام فى الإسلام، والإيحاء بأن الرسول والقرآن مجرد مقتفيينلما سبقهما.
والآيات علىالتوالى هى الآية (١٢) من سورة الأحقاف، والآية (٩٤) من سورة يونس، والآية(١٥) من سورة الشورى، والآية (٤٦) من سورة العنكبوت.
أماأحدث الترجمات العبرية لمعانى القرآن الكريم فهى الترجمة التى قام بهاالبروفيسور أورى روبين فى مارس -٢٠٠٥- وأورى روبين قاد حملة إعلامية واسعةللدعاية لترجمته، التى تعد الخامسة فى هذا الإطار، وقد وصفته صحيفة«يديعوت أحرونوت» بأنه واحد من كبار الخبراء فى العالم فى القرآن وتفاسيرهالإسلامية.
وصدرت تلكالترجمة بالفعل ضمن سلسلة كتب جديدة فى مجال الأديان من إعداد المؤرخوالباحث فى شؤون الأديان، البروفيسور أفيعاد كلينبيرج. وقد علق روبين علىترجمته الجديدة، شاهدا على الترجمات السابقة بقوله: «هناك حاجة منذ سنواتعديدة لترجمة عبرية جديدة للقرآن: «فترجمة ريفلين تتسم بالدقة لكنها تحتوىعلى تراكيب لغوية قديمة وتلمودية يصعب فهمها دون الاستعانة بالأصل العربى.
أما ترجمة بن شيمش فهى واضحةوسلسة، ولكنها متحررة وغير دقيقة مقارنة بالأصل، كما يشوبها قصور شديدوتتناول النص القرآنى وكأنه نص قانونى، وربما يرجع ذلك لأن «بن شيمش» كانمتخصصا فى القانون.. وقد حافظت فى ترجمتى بقدر الإمكان على البنيان النصىللأصل، وكانت إضافتى الأساسية هى تفسيرات وملاحظات فى الهامش».
وقدحظيت ترجمة أورى روبين باحتفاء خاص من المؤسسة الأكاديمية «الإسرائيلية»،لأنها أول ترجمة للقرآن تصدر فى أحضانها، كما أنها الإنجاز الأضخم لمؤسسةالاستشراق «الإسرائيلية».. والحقيقة بعد أن أمسكت بين يدى بهذه الترجمةالحديثة، وتصفحتها بدقة، وهى ترجمة كتب على غلافها الرئيسى «القرآن - ترجممن العربية» وتبدأ مباشرة دون مقدمات، وجدتها تمتلئ بالهوامش المليئةبالأخطاء، والمغالطات، وللأسف، لا تختلف كثيرا عن الترجمات السابقة، برغمكل ما قاله أورى روبين فى دعايته لها.
فأسماءالسور القرآنية مترجمة بتحرر شديد يبعدها عن الأصل، فتصبح سورة التوبة، هىسورة البيان مثلا، كما أن الهوامش التفسيرية التى لا تخلو صفحة منها لاتتسم بالدقة التى تتناسب مع حجم الضجة الإعلامية التى أثيرت حول الترجمةالأخيرة. وإذا أردنا أن نصفها فى كلمات قليلة فهى «ترجمة متحررة للنص،تعكس وجهة نظر المترجم نفسه، ولا تعكس معانى القرآن الكريم».
وخلاصةالأمر لقد أحاط بالترجمة الأخيرة غبار إعلامى كثيف، ما يلبث أن يتبددويتلاشى فور أن تمسك بها بين يديك، والتجربة العامة مع الترجمات العبريةللقرآن الكريم، يجب أن تضع المؤسسات الإسلامية، كالمؤتمر الإسلامى، وجامعةالأزهر،
وأقسام اللغاتالعبرية فى الجامعات المصرية أمام مسؤوليتها فى إصدار ترجمة معتمدة لمعانىالقرآن الكريم إلى العبرية، تتلافى فيض الأخطاء الفادحة الموجودة فىالترجمات التى يتداولها قراء العبرية الآن، ويصدرها المستشرقون اليهودللعالم الغربى، من خلال الدوريات العلمية، على أنها القول الفصل فىالقرآن، والإسلام والمسلمين.
المصدر : المصري اليوم .







0 التعليقات:
إرسال تعليق