يقول الدكتور محيي الدين طالو العلبي: ((يجب الامتناع عن جماع المرأة الحائض لأن جماعها يؤدي إلى اشتداد النزف الطمثي، لأن عروق الرحم تكون محتقنةوسهلة التمزق وسريعة العطب، كما أن جدار المهبل سهل الخدش، وتصبح إمكانيةحدوث الالتهابات كبيرة مما يؤدي إلى التهاب الرحم أيضاً أو يحدث التهاب فيعضو الرجل بسبب الخدوش التي تحصل أثناء الانتصاب والاحتكاك، كما أن جماعالحائض يسبب اشتمئزازاً لدى الرجل وزوجه على السواء بسبب وجود الدمورائحته، وبالتالي قد يؤثر على الزوج فيصاب بالبرود الجنسي (العنة).
وجماع النفساء له نفس أضرار الحائض، يضاف له عدم شعور كل من الزوجينباللذة بسبب تمدد جوف المهبل خلال الولادة، ويسبب الآلام خلال الجماع،والتي تنجم عن تنبيه تقلص الرحم وآلامها.
ويقول الدكتور البارمتحدثاً عن الأذى الذي في المحيض: ((يُقذف الغشاء المبطن للرحم بأكملهأثناء الحيض، وبفحص دم الحيض تحت المجهر نجد بالإضافة إلى كرات الدمالحمراء والبيضاء قطعاً من الغشاء المبطن للرحم، ويكون الرحم متقرحاًنتيجة لذلك، تماماً كما يكون الجلد مسلوخاً، فهو معرض بسهولة لعدوانالبكتيريا الكاسح، ومن المعلوم طبياً أن الدم هو خير بيئة لتكاثرالميكروبات ونموها، وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك،ويصبح دخول الميكروبات الموجودة على سطح القضيب يشكل خطراً داهماً علىالرحم.
ومما يزيد الطين بلة أن مقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنىمستواها أثناء الحيض، إذ يقل إفراز المهبل للحامض الذي يقتل الميكروبات،ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل، كما تقل المواد المطهرةالموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها، وليس ذلك فحسب، ولكنجدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض، ويصبحرقيقاً ومكوناً من طبقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراهافي أوقات الطهر، وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكملهللقاء الزوج.
لهذا فإن إدخال القضيب إلى الفرج والمهبل في أثناء الحيض ليس إلا إدخالاًللميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم، كما أن وجود الدمفي المهبل والرحم يساعد على نمو تلك الميكروبات وتكاثرها.
ومن المعلوم أن على جلد القضيب ميكروبات عديدة، ولكن المواد المطهرةوالإفراز الحامض للمهبل يقتلها أثناء الحمل، أما أثناء الحيض فأجهزةالدفاع مشلولة، والبيئة الصالحة لتكاثر الميكروبات متوفرة)).
ويرى الدكتور البار أن الأذى لا يقتصر على ما ذكره من نمو الميكروبات في الرحم والمهبل الذي يصعب علاجه، ولكن يتعداه إلى أشياء أخرى منها:
1 ـ امتداد الالتهابات إلى قناتي الرحم تسدها، أو تؤثر على شعيراتهاالداخلية التي لها دور كبير في دفع البويضة من المبيض إلى الرحم، وذلكيؤدي إلى العقم، أو إلى الحمل خارج الرحم، وهو أخطر أنواع الحمل علىالإطلاق، ويكون الحمل عندئذ في قناة الرحم الضيقة ذاتها، وسرعان ما ينموالجنين وينهش في جدار القناة الرقيق، حتى تنفجر القناة الرمية، فتنفجرالدماء أنهاراً إلى أقتاب البطن، وإن لم تتدارك الأم في الحال بإجراءعملية جراحية سريعة فإنها لا شك تلاقي حتفها.
2 ـ امتداد الالتهاب إلى قناة مجرى البول، فالمثانة فالحالبين فالكلى، وأمراض الجهاز البولي خطيرة ومزمنة.
3 ـ ازدياد الميكروبات في دم الحيض وخاصة ميكروب السيلان.
ويبين لنا الدكتور البار أن المرأة الحائض تكون في حالة جسمية ونفسية لاتسمح لها بالجماع، فإن حدث فإنه يؤذيها أذى شديداً، ثم يعرض لنا ما يصحبالمرأة أثناء حيضها من علل وأوجاع وآلام فيقول:
1 ـ يصاحب الحيض آلام تختلف في شدتها من امرأة إلى أخرى، وأكثر النساءيصبن بآلام وأوجاع الظهر واسفل البطن، وبعض النساء تكون آلامهن فوقالاحتمال مما يستدعي استعمال الأدوية والمسكنات، ومنهن مَن يحتجن إلىزيارة الطبيب من أجل ذلك.
2 ـ تصاب كثير من النساء بحالة من الكآبة والضيق أثناء الحيض وخاصة عندبدايته، وتكون المرأة عادة متقلبة المزاج سريعة الاهتياج قليلة الاحتمال،كما أن حالتها العقلية والفكرية تكون في أدنى مستوى لها أثناء الحيض.
3 ـ تصاب بعض النساء بالصداع النصفي (الشقيقة) قرب بداية الحيض، وتكون الآلام مبرحة وتصحبها زغللة في الرؤية وقيء.
4 ـ تقل الرغبة الجنسية لدى المرأة وخاصة عند بداية الطمث، بل إن كثيراًمن النساء يكن عازفات تماماً عن الاتصال الجنسي أثناء الحيض، ويملن إلىالعزلة والسكينة، وهو أمر فسيولوجي وطبيعي، إذ إن فترة الحيض هي فترة نزيفدموي من قعر الرحم (الغشاء المبطن للرحم من الداخل). وتكون الأجهزةالتناسلية بأكملها في حالة شبه مرضية، فالجماع في هذه الآونة ليس طبيعياً،ولا يؤدي أي وظيفة، بل على العكس يؤدي إلى الكثير من الأذى.
5 ـ على الرغم من أن الحيض عملية فسيولوجية (طبيعية) بحتة، فإن استمرارفقدان الدم كل شهر يسبب نوعاً من فقر الدم لدى المرأة، وخاصة إذا كانالحيض شديداً غزيراً في كميته.
6 ـ تصاب الغدد الصماء بالتغير أثناء الحيض، فتقل إفرازاتها الحيوية المهمة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض.
7 ـ تنخفض درجة حرارة المرأة أثناء الحيض درجة مئوية كاملة، وذلك لأنالعلميات الحيوية التي لا تتوقف في الكائن الحي تكون في أدنى مستوى لهاأثناء الحيض، وتسمى هذه العمليات بالأيض أو الاستقلاب، ونتيجة لذلك يقلإنتاج الطاقة من الجسم، كما تقل عمليات التمثيل الغذائي.
8 ـ ومع انخفاض درجة حرارة الجسم في المرأة نتيجة للعوامل السابقة يبطئالنبض وينخفض ضغط الدم، فيسبب الشعور بالدوخة والفتور والكسل.
ويذكر الدكتور البارأيضاً أن: الأذى لا يقتصر على الحائض في وطئها، وإنما ينتقل إلى الرجلالذي وطئها أيضاً، فإدخال القضيب إلى المهبل المليء بالدماء يؤدي إلىتكاثر الميكروبات والتهاب قناة مجرى البول لدى الرجل، وتنمو الميكروباتالسبحية والعنقودية على وجه الخصوص في مثل هذه البيئة الدموية.
وتنتقل الميكروبات من قناة مجرى البول إلى البروستاتا والمثانة، والتهابالبروستاتا سرعان ما يزمن لكثرة قنواتها الضيقة الملتفة، والتي نادراً مايصلها الدواء بكمية كافية لقتل الميكروبات المختفية في تلافيفها، فإذاأزمن التهاب البروستاتا فإن الميكروبات سرعان ما تغزو بقية الجهاز البوليالتناسلي، فتنتقل إلى الحالبين، ومنه إلى الكلى، وما أدراك ما التهابالكلى المزمن، إنه العذاب حتى يحين الأجل .. ولا علاج.
وقد تنتقل الميكروبات من البروستاتا إلى الحويصلات المنوية، فالحبلالمنوي، فالبربخ، فالخصيتين. وقد يسبب ذلك عقماً نتيجة انسداد قناة المنيأو التهاب الخصيتين، كما أن الآلام المبرحة التي يعانيها المريض تفوق ماقد ينتج عن ذلك الالتهاب من عقم.
وأخيراً يذكر الدكتور البارأنه ظهر بحث قدمه البروفيسور عبدالله باسلامة إلى المؤتمر الطبي السعوديالسادس جاء فيه أن الجماع أثناء الحيض قد يكون أحد أسباب سرطان عنق الرحم،ويحتاج هذا الأمر إلى مزيد من الدراسة للتأكد.
وصدق الله العظيم إذ يقول: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً) البقرة/ 222. نعم هو أذى للزوجة وأذى للزوج، وعدم قربان المرأة في المحيض طهارة، طهارة من الأنجاس والأمراض. والله يحب التوابين ويحب المتطهرين (ولا تقربوهنّ حتى يطهرن فإذا تطهَّرن فأتوهنّ من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة/222.








0 التعليقات:
إرسال تعليق