![]() |
| الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن |
إن الناظر في حوارات القران الكريم يرى أنها قامت بين أطراف متنوعة ومتعددة فوجدنا فيها حوارات مع الله عز وجل وحوارات من الأنبياء عليهم السلام وحوارات مع الملائكة وحوارات مع الصحابة رضي الله عنهم وحوارات مع أهل الكتاب وحوارات مع المشركين وحوارات مع المنافقين والأعراب وحوار للإنسان مع الإنسان وحوارات للجن مع بعضهم .
وسأعرج على التمثيل بالحوار مع الله تعالى دون غيره لضيق المقام .
الحوار مع الله تعالى : الحوار مع الله تعالى إما أن يبدأه عز وجل مع غيره من خلقه وإما أن يبدأه المخلوق معه جل وعلا فهذا النوع من الحوار له صورتان :
الصورة الأولى : حوار الله تعالى مع غيره من المخلوقين .مثاله : حواره عز وجل مع إبليس في رفضه للسجود لآدم في قوله تعالى ﴿ قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ﴾
الصورة الثانية : الحوار مع الله تعالى .
مثاله : حوار نوح عليه السلام مع ربه جل وعلا في ابنه في قوله تعالى ﴿ ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ﴾ .
هذه الآيات يدور محور الحوار فيها حول - كنعان – ابن نوح عليه السلام الذي كفر وهلك غرقا مع الكافرين ولنا أن نستنج منه ما يلي :
1- أن نوح عليه السلام أراد أن يستشفع لولده عنده ربه جل وعلا معتقدا أنه من أهله الذين أعطاه الله تعالى وعدا بنجاتهم ،و ذكر النسفي رحمه الله أن ابن نوح عليه السلام كان على دينه لكنه كان منافقا فسأل نوح عليه السلام ربه على الظاهر الذي عنده .
2- أن الله تعالى صحح لنوح عليه السلام ظنه وفهمه للوعد بان أهله هم لمؤمنون ولذا فابنه ليس منهم لأنه عمل عملا غير صالح وهو الكفر .
3- اعتذر نوح عليه السلام إلى ربه جل وعلا وطلب منه المغفرة والرحمة وإلا كان من الخاسرين .








0 التعليقات:
إرسال تعليق