واعترف في مقابلته مع برنامج "الإمام" علي التليفزيون المصري بضعف الأزهر وفقدانه كثيراً من مظاهر القوة التي تجعله المرجعية الرئيسية للمسلمين في العالم مؤكداً أنه لا يزعم أنه البطل المنتظر لكنه يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة أن هناك من يريد للأزهر أن يتحول إلي مركز عبادة فقط وأن ينتهي دوره كونه المرجعية الرئيسية للمسلمين.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلي أن الأزهر انتزعت منه أمور كثيرة حدت من تأثيره علي العالم الإسلامي بدليل أن هناك صرخات وتحذيرات كثيرة لشيوخ الأزهر السابقين من هذه المخططات خاصة الشيخ شلتوت وجاد الحق علي جاد الحق اللذين تعرضا لضغوط كثيرة للحد من دور الأزهر.
وأوضح أن بعض شيوخ الأزهر السابقين اضطروا للاستقالة والجلوس في البيت لأنهم وجدوا أن هذا أفضل من أن يقفوا موقف المشاهد تجاه هذه الأمور التي أضعفت المؤسسة العريقة.
وعرض الدكتور الطيب للأسباب التي أدت إلي فقدان الأزهر لتأثيره علي العالم الإسلامي وأهمها تبعيته للحكومة وهو سبب يمكن معالجته ولكن هناك سبباً آخر وهو وجود مؤسسات أخري تنافس الأزهر وتروج لانتهاء دوره مثل الترويج بأنه طالما أن شيخ الأزهر يعين من الحكومة "فلا أمل منه" ودق شيخ الأزهر ناقوس الخطر من بعض هذه المؤسسات تنصب من نفسها بديلاً عن الأزهر للإسلام رغم أن هذه المؤسسات لا يتعدي عمرها يومين بالقياس علي الأزهر الذي يزيد عمره علي 1050 عاماً.
ولهذا فإن الأزهر هو المؤسسة الوحيدة التي تعمل بحرية وأنه ليس مطلوباً منه أن يعمل ضد الحكومة أو ضد الدولة.
واعتبر الطيب أن سر عظمة الأزهر أنه هو الكيان الوحيد الذي حافظ علي وحدة المسلمين من خلال عدم الكف عن تدريس علوم الإسلام باختلاف مذاهبها ومناهجها والتصدي لفرقة المسلمين ونفي أن يكون المسلمون قد تعرضوا فيما بينهم لمثل هذه الحروب الطاحنة التي شهدها العالم الغربي لدرجة وصلت إلي الإبادة والفناء فلم نر حرباً بين السُنَّة والشيعة مثل التي حدثت بين دول أوروبا مع وجود خلافات بين المذاهب الإسلامية إلا أن الأزهر حريص دائماً علي التقريب بينها بل وتدريسه لها بل إنه يدرس المذهب الجعفري عكس البلاد الأخري المتمذهبة والتي تسيطر عليها الطائفية لأن فقه الأزهر قائم علي التعددية ويحترم اختلاف المذاهب الفقهية بدليل عدم تعصب الأزهريين لمذهب ما ولهذا نجد منهم الحنبلي والحنفي والمالكي والشافعي.
ووجه شيخ الأزهر انتقاداً شديداً لبعض الفئات التي تكفِّر الناس بغير علم انتصاراً لمذهب معين عبر الفضائيات الدينية حتي أصبح المسلمون شيعاً وأحزاباً مع العلم أن مصر هي البلد الوحيد المنفتح ثقافياً بسبب احترامه للتعددية الإسلامية واحترام الاجتهاد حتي أن صعيد مصر ينتشر فيه المذهب المالكي أما في القاهرة وغيرها ينتشر المذهبان الشافعي والحنفي.
ووصف شيخ الأزهر الحداثة التي يزعمها البعض في مصر والدول الغربية بأنها دعوة ظلامية لأن التنوير يعني احترام ثقافة الآخر والالتزام بالتراث والدين والعقيدة وأن تقف علي أرض صلبة ولهذا لابد أن يتمسك المسلمون بعالمية الإسلام ومبادئه لأنهم ليسوا بحاجة لتنويرهم المبني علي الشذوذ والتمرد بمعناه الواسع بلا ضوابط.








0 التعليقات:
إرسال تعليق